Uncategorizedالرأي

فاطمة لقاوة تكتب قرن شطة يلحق ركب الفوارس وعهدنا معهم أن لا نبكيهم الآن


عندما قتل”وحشي”،سيدنا حمزة بن عبدالمطلب في معركة أُحد،تسللت هِند بنت عُتبة وبقرت بطنه ومضغت كبدته ثم نفثتها،إنتقاماً منه لمقتل والدها في معركة بدر،تأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رأى جثة عمه حمزة،وقال:والله لأمثلن بسبعين منهم،فنزلت الأية القُرأنية ،التي تحِث على المعاملة بالمثل أو الصبر ،وبين الله تعالى في الأية،بأن الصبر أفضل.
علمنا التاريخ بأن المعارك الوجودية ضارية،والموت للشجعان في ساحات المعارك شرف لا يُضاها،وثبات القيادات الميدانية دافعاً قوياً لتماسك الجنود،فكلما سقط شهيد يتقدم الصفوف قادات يستلمون الراية بعزيمة أقوى تدفعهم دماء الشهداء نحو النصر المُحقق.
حرب ١٥أبريل ربطت الشعب السوداني بشباب يافعين صدورهم مفتوحة للموت لا يهابون غِمار المعارك،وقد سطروا مدارس قتالية متفردة أجبرت عواجيز عصابة الكيزان يهرولون هرباً وخوفاً،من المواجهات الميدانية،بل ظل مُعظمهم يمتطي صهوة الإعلام الكاذب ليرسل رسائل مهزوزة كاذبة يدعون فيها النصر ،ولا نصر لهم سوى الإحتفال بإستشهاد مقاتلي الدعم السريع الذين أثبتوا البسالة والشجاعة والثبات في الميدان والهيبة والقوة للأحياء الذين تم أسرهم ولن ينكسروا مثلما يفعل مرتزقة عصابة بورتسودان.
صدق القائد الفريق أول محمد حمدان دقلو/قائد قوات الدعم السريع حين أشار في حديثه نحو جنوده قائلاً:”نحن كن مُتنا،الشباب الصُغار التشوفوهم ديل بكملوا مسيرتنا”،ولم يخذلوه الشبالي وهم يتسابقون نحو الموت دون خوف.
بالأمس مساءالخميس ودعنا القائد عبدالرحمن قرن شطة،وهو يتقدم جنوده في الميدان بخطوات ثابته يصبوا نحو تحرير الفاشر ،وقد أعلنها داوية أمام رفاقه وجنوده ،بأن اليوم اما دخول قيادة الفِرقة أو الموت دونها،فكانت الشهادة التي سعى إليها أقرب إليه من تذوق حلاوة النصر والإحتفال بتحرير الفاشر.
إستشهاد قرن شطة ورفاقه الميامين الذين قدموا أنفسهم مهراً لمعارك التحرر التاريخي العظيم،يُعد تمهيداً لتطهير البلاد من دنس المحسوبية والجهوية والتمييز المُفرط والتدجين وإستغلال الغلابة،ولن تكون الفاشر عصية كما يروج لها أبواق عصابة الكيزان في الإعلام.
فإن إستشهد قرن شطة في الفاشر ،فقد سبقه القصير بلاع الطوال القائد اللواء علي يعقوب ،والبيشي وشيريا والفيناوي ،وأرتالاً من الشيب والشباب الذين رسموا لوحة الإنتصارات الزاهية بدمائهم الطاهرة،وأجبروا عصابة الكيزان على الفرار من المواجهات نحو بورتسودان ودول الجوار ،وقريباً يحتفل أخوان قرن شطة أمام بوابة الفرقة في الفاشر،وعهدنا الآن أن لا نبكي الفوارس ،ولا نقول إلا ما يرضي الله وإنا لفراقكم يا قرن شطة لمحزونون.
ولنا عودة بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى