
الفاتح بهلول يكتب ضل الغيمة :صندل عبق السودان في كمبالا
ما إن حللت بالعاصمة الاوغندية كمبالا إلا و جاءك صدى اسم صندل من بين المروج الخضراء معبرآ عن سماحة السيرة و السريرة التي إتسم بها نصر الدين صندل اتيم ، فهو إسم على مُسمى لن تجد منه إلا طيب ، الأمر الذي صار بموجبه متكئ و ملجئ لكل السودانيين في كمبالا ، على خلفية ذلك يكون قد تجسد فيه قول عبد الملك بن مروان إن أفضل الرجال من تواضع عن رفق ،وزهد عن قدرة ، و أنصف عن قوة ، و يعد صندل من أوائل السودانين الذين إستقر بهم المقام في كمبالا التي نحت إسمه فيها بعزيمة لا تعرف الإنهزام ،جعلته على صدر اسماء السودانيين عبر وكالته التي تعج بهم حيث اسسها من الصفر حتى غدت انموذجآ لوكالات السفر و السياحة باوغندا بإعتبارها الأولى في تلك البناية التي تحولت إلى ملتقى إجتماعي و مجمع تجاري ضخم يجد فيه السودانين المقيمين و الوافدين كافة إحتياجاتهم ،لذلك يعد صندل من اهم رواد العمل التجاري بأوغندا فهي مدينة ذات طابع إستثماري بصورة لافتة يكون النجاح فيه مضمونآ حينما يتوفر حسن التعامل و الصدق و إحترام أبناء الوطن كالذي يتميز به صندل حتى سُمي المجمع بعمارة صندل ، الأمر الذي جعل الكثيرين يظنون أنها ملك له ، نعم لم يمتلكها كعقار بل تملتكها سمعته الطيبة وحسن تعامله الذي تحدث عنه الكثيرين، قال لي أحدهم وانا انظر إلى الماره جيئتآ وذهابآ شباب و نساء و آخرين جالسين على الارائك يحتسون القهوة بكل إستمتاع ، بينما كنت استرق النظر إلى البضائع التي على الارفف وقد وضعت بطريقة تجارية جازبة و هذا ما تتميز به المحال التجارية في كمبالا ، راودني احساسآ بأن هذا المشهد لربما لأحد الاسواق الشهيرة بالخرطوم او بحري ،بيد أن الإختلاف يكمن في نظافة المكان و جماله قطع لي محدثي ما كنت فيه من مقارنات ما بين اسواقنا و عمارة صندل رغم وجود قاسم المشترك واحد هو تلك الوجوه : قال لي هل تدري لولا صندل ما تسنى لهذه العمارة بأن تكون ملتقى للسودانين مردفآ أن صندل هذا قلَ ما يجود الزمانُ بمثله ،من يتخيل أنه يتولى أمر الحجز و الإستقبال في المطار بالإضافة لإستضافة القادمين إلى كمبالا بداره العامرة ريثما يرتبوا أوضاعهم دون أن ينطق بكلمة عن التكاليف المالية لقد سخر الله صندل لقضاء حوائج الناس كما سخر عطر الصندل لإدخال السعادة إلى نفوسهم، اما إذا طلبته في مشورة فهو خير دليل لأي عمل إستثماري يصلح في هذا البلاد ، هذا بمثابة نقطة من فيض الرجل الإنسان ، و هنالك اشياء يقوم بها لا يمكن البوح بها فهي بينه و بين الديان لقد، إستطاع صندل أن يرسم صورة يتشرف بها كافة السودانيين في بلد فتحت أبوابها للألاف منهم ، بعضهم قد إمتهن التجارة و آخرين الزراعة و طلاب علم وجدوا ضالتهم ، بالتالي يكون التحدي في المضي قدمآ على ذات المنهج و التعامل الذي إتسم به نصر الدين صندل و يكون بذلك قد تم تكريمه كما كرم السودانيين بالسمعة الطيبة و المعاملة الحسنة التي هي جواز سفر للإنسانية نحو قلوب الناس ..
مع تحيات ضل الغيمة
11 أكتوبر 2024 / كمبالا