Uncategorizedالرأي

ابوعبيدة برغوث يكتب سلام ياصاحبى : الى عرمان و صديقة فيصل محمد صالح* الطيران الحربى يقتل 800 مواطن فى أسبوعين

عندما ذهبت الحركة الشعبية الى نيفاشا لم يرافقها التجمع الوطنى الذى كان يتراسة الميرغني، وعندما وقعت إتفاقية السلام الشامل لم تحتفظ له بحصة فى تقاسم السلطة والثروة ولا فى تأسيس الجيش الوطنى والذى كان وفقا للإتفاقية أن يتم تكوينة من الجيش السودانى والجيش الشعبى وتم إنشاء القوة المشتركة من الجيشين وقام الجيش السودانى بتسريح 35 الف جندى آنذاك وإن كان أغلبهم من الهامش واحتفظ بما يريد. السيد عرمان إن هذه المعركة التى تخوضها قوات الدعم السريع هى معركة السودانين الذين يتطلعون من خلالها إلى بناء وطن يسع الجميع تكون فيه الحقوق والواجبات على أساس المواطنة ، لذا لم يقاتل جنود الدعم السريع من أجل إعادة أى من المجموعات السياسية للسلطة او تقاسمها مجددا.
أنت لك تاريخك الطويل مع الحركة الشعبية وتحالفاتها المختلفة منذ التجمع الديمقراطى وإنتهاء بالجبهة الثورية وهى تجارب قد أدركت من خلالها أن قضايا إعادة بناء الدولة تختلف عن قضايا الإنتماء الى الجغرافيا،
وأن قضايا التأسيس يجب ان تستوعب كل أخطاء الماضي، وان العمل الثورى يتطلب منا التجرد من الإنتماءات الضيقة ومن إحتكار السلطة وقتها يمكن أن نعمل معا من أجل إرساء قواعد متينة تؤسس لوطن العدالة والمساواة تنتهي عندها عهود الظلام والإستهبال السياسي .
هؤلاء المقاتلين الأشداء مدركين تماما للقضية التى يحاربون من أجلها وهم أيضا يمثلون الجناح السياسى والعسكرى معا ،
والمنفستو الذى كتبه هؤلاء بدمائهم هو الذى يضع الإطار الدستورى للدولة السودانية الجديدة ، وسيظلون يستدعون ذاكرة الحرب الطويلة فى جنوب السودان والنيل الازرق وجبال النوبة
وجون قرنق دى مبيور حاضرا فى فى مناقشاتهم عن أسباب الحرب و تعنت النخب السياسية الحاكمة و إحتكار القرارات المصيرية
رحل دكتور قرنق وترك خارطة الطريق لحل المشكلات المزمنة للوطن المسلوب والمكلوم عندما قال المواطنة و المساواة بين السودانين هى أساس الحل ، وهو طرح يمثل روح مشروع السودان الجديد الذى ترفضه النخب السياسية وجماعة النظام البائد ومن خلفهم أحزاب الإمتيازات التاريخية التى بينها وبين مشروع الانقاذ فى تقسيم السودانين على أساس سيد ومسيود قواسم مشتركة تدفعهم للإعتقاد بأن المحاظفة على الإمتيازات يجب أن تتم من خلال تقسيم الناس و يمكن التخلص من مطالب الجنوبين فى المساواة بإنفصالهم ،
كان على عثمان محمد طه وقتها يشغل منصب وزير خارجية السودان قد أبلغ وزيرة خارجية النرويج آنذاك هيلدا جونسون بأن بلاده توافق على منح الجنوب حق تقرير المصير مقابل الشريعة الإسلامية وهى بدورها أبلغت زملاءها فى الترويكا بأن الخرطوم توافق وعلى الفور أستؤنفت المفاوضات فى نيفاشا ووقع الطرفين على إتفاق السلام الشامل وهذه قصة اخرى.
كنت قد إلتقيت بأحد الإسلامين الجنوبين وقلت له جماعتكم ديل وأفقوا على إنفصال الجنوب بمقابل ان يظلوا فى الحكم رد لى بعنف قائلا مافى إنفصال فقط الجنوب خارج الشريعة الإسلامية ضحكت من أعماقى ثم قلت له متسائلا هى وين الشريعة ياصديقى؟؟؟ هؤلاء مستعدين يفصلوا كل أقاليم السودان ليظلوا هم فى حكم جزيرة توتى فقط، كنا بحكم عملنا ومتابعتنا للأحداث فى سير تنفيذ إتفاقية نيفاشا توصلنا الى قناعة ان جنوب السودان ذاهب الى الإنفصال ولكن الحرب ستندلع عشية الإنفصال مجددا فى جنوب كردفان والنيل الازرق لأن الخرطوم لا تريد أن يحصل سكان تلك الأقاليم على المشورة الشعبية التى تتيح لهم حكم ذاتى ، كانت هناك شواهد عديدة تدعم فرضية الإنفصال وتجدد المعارك فى المنطقتين رغم ترشيح الحركة الشعبية لياسر عرمان لمنصب رئاسة الجمهورية منافسا لإبن عمه عمر البشير وايضا هذه قصة اخرى.
وأذكر إبان إجتماع المكتب السياسى للحركة الشعبية الخاص بتسمية مرشحيها لرئاسة الجمهورية وولاة الولايات لإنتخابات 2010 ذهبت للقائد إدوارد لينو فى شقته بشارع بيويوكوان حتى أتمكن من متابعة مناقشات المكتب السياسى المنعقد بجوبا كان أنكول إدوارد سودانيآ خالصآ منحازا للسودانيوية مناضلا مدركا لتعقيدات المشكلة السودانية فى ظل إحتكار النخب للقرار السياسى و الإقتصادى و العسكرى فى الدولة سألت أنكول إدوارد هل هناك جديد ثم لم أدعه يجيب وأردفت أن الرئيس سلفا رفض الترشح ونائبه رياك مشار رفض أيضا الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية سكت برهه ثم أضاف دينق ألور قام بترشيح ياسر عرمان فهمت عندها أن ترشيح عرمان مؤقت.
سبق إنعقاد المكتب السياسى للحركة إجتماع آخر للرئيس سلفاكير مع قادة الجيش الشعبى وهو الإجتماع الذى اتفقوا من خلاله عدم الترشح لرئاسة الجمهورية بمقابل الحصول على إنفصال آمن لجنوب السودان، وتواصلت مع بعض جنرالات الجيش الشعبى عقب الإجتماع وأطلعوني على نتائجه،
أبلغت وانا مازالت عند أنكول لينو بأن هناك مؤتمر صحفى للحركة الشعبية بدارها استأذنت أنكول لينو وذهبت، و بالفعل تم إعلان ياسر عرمان مرشح الحركة لمنصب رئاسة الجمهورية وتصدر ذلك عناونين الصحف ، إلا صحيفة واحده والتى كنت أعمل لصالحها آنذاك (رأى الشعب) جاء خطها الرئيسى أن الحركة تدعم ترشيح البشير، وقلت لبعض الاصدقاء عليكم الإنتظار حتى تسحب الحركة ياسر عرمان من سباق الرئاسة وقتها سيكتشف الناس الحقيقة وهو ما حدث بالفعل
دشن مرشح الحركة الشعبية حملته الإنتخابية لمنصب رئاسة الجمهورية من أمام منزل المناضل على عبداللطيف فى أم درمان بمشاركة عدد من الرموز الفنية والثقافية وشكل الفنان الراحل محمود عبدالعزيز حضورا باذخا يشارك السودانين تطلعاتهم فى بناء سودان جديد يقوم على المساواة بينهم، ولكننى كنت أدرك أن عرمان ومن خلفة قادة الحركة يخدعون الناس وأن الواقع يشير الى إستمرار نظام البشير فى السلطة وأن الجنوب سيذهب وكنت أقف بالقرب من الممر الذى جاء منه الحوت،،، مر شريط من الذكريات أمامي وعلى الأفق البعيد تلوح صورة المناضل الكبير
على عبداللطيف وهو يتوسط اعضاء جميعة اللواء الابيض يحدثهم عن السودانوية سودانوية ليس كالتي تناقش بين عبدالله على ابراهيم ومحمد جلال هاشم والوليد مادبو كان عبداللطيف متجردآ من شوائب العنصرية وعقدة التخلى عن الإمتيازات التاريخية التى يؤيدها اصحاب الوليد سرآ وفى الطرف الآخر يطل عبدالفضيل الماظ بذات الملامح السودانية الموغلة فى حب الأرض والإنتماء تحيط به تفاصيل معركة النهر الأولى والثانية قبل أن تقطع اللقاء زغرودة تشق عنان السماء تعلن بها مندى بت السلطان عجبنا التي تتقدم جنودها فى ثبات مهيب و هي موقنة أن المعركة العظمى قد بدأت وأن الخليفة عبدالله التعايشى ود تورشين يجلس فى السجادة يتدبر آيات الله فى حكم الخائنين و أن الغدر ليس من صفات الرجال النبلاء ، وقد كان ود تورشين محقاً…
وهنا تكمن القصة
قصة إختطاف الدولة والتاريخ والثقافة مع خاطفيها الذين مازالوا يعتقدون أنها ملك لهم وأن أجدادهم هم الوطنين ونسوا أو تناسوا عن عمد أن الوشاية كانت حاضرة فى جمعية اللواء الابيض وأيضا قبلها كانت بقرب سجادة الخليفة التعايشى وبعد 200 عام جاء أحفاد التعايشى وعلى عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ ومندي بت عجبنا لإعادة قراءة التاريخ وليجبروا خاطفي الدولة على القراءة مجدداً والتوقيع على دفتر الحقيقة
حقيقة ان السودان ملك للجميع وان المواطنة أساس الحقوق والواجبات.
وان أنحياز فيصل محمد صالح الى الجيش وتبني خطاب الحركة الاسلامية فى جدليه الحرب ما هو الا إمتداد لمسألة المحافظه على الأمتيازات التاريخية وان الرجل لم يسمع او يرى أن هناك 800 مواطن قتلهم طيران الجيش السودانى خلال أسبوعين من شهر اكتوبر فقط لأنه الجيش يصنف مناطقهم وساكينها بأنهم حوأضن للدعم السريع
وهذا يشير بوضوح ان هذه الحرب تحولت الى حرب شاملة او عرقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى