الجميل الفاضل يكتب. عين علي الحرب : ھل حرب السودان، علامة لآخر الزمان؟! (4)
يبدو أن نارا كونية عظيمة، ستخرج لا محالة، من مستصغر شرر لا زال يتطاير، بين ھواة اللعب بالنار.
نار يتصور البعض في أسوأ سيناريوھاتھا، أنھا مجرد “حرب عالمية ثالثة”، لا تختلف في الطبيعة والتفاصيل، عما تختزنه ذاكرة التاريخ عن الحربين العالميتين، الأولي، والثانية.
فيما ينظر بعض آخر الي مايجري الي الآن من حروب في السودان، وغزة، وأوكرانيا، بإعتبارھا مقدمة صغيرة، لمعركة “ھرمجدون” أو “الملحمة” التي وردت الإشارة اليھا في الكتب المقدسة، وفي بعض النبوءات القديمة.
تصور.. حتي الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين، المستشار السياسي والعسكري للكرملين، الذي تخوض بلاده حربا في أوروبا، ضد أوكرانيا ومن ورائھا حلف النيتو بالطبع، قد تنبأ ھو أيضا: بأن معركة “هرمجدون” قد اقتربت، وأن على المسلمين التحالف مع روسيا، التي تخوض الآن معركة حاسمة ضد أتباع “المسيح الدجال”.
المھم يبدو أن صورة معركة “ھرمجدون”، قد باتت تلعب بقوة مع إندلاع الحروب الثلاث، في مؤخرة أدمغة كبيرة معاصرة.
في وقت بدا فيه وكأن ھواة اللعب بالنار، في السودان، أو في روسيا، وأوكرانيا، وإيران، وغزة، ولبنان، وإسرائيل، قوم عمين، في غيھم سادرين، يتبارون في التراشق بشواظ نيرانھم، من رد الي رد مضاد، غير آبھين.
انظر كيف قال قبل يومين فقط، مصدر عسكري إيراني رفيع إن طھران سترد على الهجوم الإسرائيلي الأخير بشكل “نهائي ومؤلم”، ورجح حدوث ذلك قبل الانتخابات الأميركية المنتظر إنعقادها في الخامس من نوفمبر الحالي.
وبذات الغفلة تعھد ھنا أيضا الجنرال البرھان، بتسليح كل شخص قادر علي حمل السلاح، ليصبح وقودا لحرب لا يرغب ھو في أن تنتھي الا بنھاية طرفھا الآخر من الوجود تماما، تلك المھمة “الإستدراجية” التي تبدو في الواقع شبه مستحيلة.