ابوعبيدة برغوث يكتب سلام ياصاحبى مابين (الدرديرى) والعقيد (عثمان بيلو)!!!
إتفاقية السلام الشامل الموقعة فى (نيفاشا) بين حزب (المؤتمر الوطنى) و(الحركة الشعبية) تعتبر نقطة تحول فى نظر السودانين تجاه قضايا الحقوق و العدالة واتيحت لى فرصة مع آخرين للوقف على تفاصيل ويوميات هذا الاتفاق وهذه قصة أخرى سنعود اليها ولكن لفت انتباهي حديث بعض ممن كانوا حضورا وفاعلين في نيفاشا وأعني هنا الدكتور الدرديرى محمد احمد الذى كان ضمن لجنة تنفيذ الاتفاق فيمايلي ملف (ابيي)
واذكر شكلت لجنة بذات الخصوص من الشريكين حيث سمى (المؤتمر الوطنى) بالدريردى محمد أحمد واحمد هارون وآخرون كما سمت (الحركة الشعبية) باقان اموم وياسر عرمان وآخرون.
كانت البرتوكلات الست محل خلاف فى خارطة التنفيذ وكالعادة المؤتمر الوطنى يوقع الاتفاقيات ثم سرعان ما يحاول التملص عنها وهى سمه اتسم بها سلوكة السياسى
ظللنا نحن كمراقبين فى إطلاع مستمر علي مجريات الأحداث فيمايلي مسار تنفيذ اتفاق السلام الشامل واتيحت لنا الفرصة أن نقف علي ادق تفاصيلها ويومياتها.
عدت من منطقة أبيي التى وصلتها برفقة رئيس الإدارة المدينة المعين من قبل الحركة الشعبية بعد رفض حرب المؤتمر الوطنى الموافقة عليه هو الجنرال (إدوارد لينو) وقتها شكل برتكول ابيي عقبة كبيرة فى مسار تنفيذ الاتفاقية وهذه قصة أيضا أخرى نسبر أغوارها لاحقا بعد عودتي غادرت الى جوبا لحضور المؤتمر العام الثانى للحركة الشعبية الذى شهد توترات وخلافات كبيرة بين الرئيس سلفاكير ونائبة رياك مشار وصلت الى هناك ومازالت منطقة أبيي تتصدر الأحداث اليومية فى مناقشات غرف الأخبار كنت على علم بأن الجانب الأمريكى طرح مشروع المنطقة الخضراء ضمن تنفيذ برتكول أبيي- وهو مشروع يتمثل فى توطين الرحل فى تلك المنطقة وهى أي المشروع – يقوم على جدوى إقتصادية كبيرة تعتمد على إنشاء أكبر مسلخ فى المنطقة ومصانع أخرى للألبان والمصنوعات الجلدية وأن تقوم شركات عالمية بعملية تحسين الماشية وتوفير المياة حتى لا يحتاج الرحل الى التوغل داخل جنوب السودان وأن تكون منطقة غرب كردفان من الأسواق العالمية لمنتجات عديدة.
سلم الأمريكان مقترح المنطقة الخضراء الى الطرفين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى ولكن يبدو أن الوطنى من خلال لجنة الدرديرى لا يريد حل تلك المشكلة من خلال التنمية بل يريد أن تستمر النخب الشمالية فى نهب خيرات السودانيين وتعمل علي تغيبهم عن المعرفة بنشر مزيد من الحروب بين السكان والغريب أن الدرديري احد أبناء المنطقة.
ظلت لجنة الدرديرى تضع المتاريس أمام تنفيذ البرتكول وكان يعتقد أنه من خلال تعطيل مشروع المنطقة الخضراء يكسب رضا المجموعة الاسلامية الحاكمة ولكنه لا يدرى أنه وضع الملايين من السودانيين تحت حافة الفقر والحروب وأعتقد أنه كان بمقدور مشروع المنطقة الخضراء تغيير وجه السودان اقتصاديٱ ومعالجة المشكلات التي تواجه (البدو) الرحل الذين انتفضوا الان تحت تشكيلات قوات الدعم السريع وهم يقتالون بضراوه من أجل تحقيق العدالة والمساواة بين السودانين ويطلعون الى بناء سودان واحد يساوى فيه الجميع.
لا اعتقد أن الدريردى وذمرته قد أدركوا الخطاء الان ولكن الذى أوقفنى أن هذا الدرديرى صار يصب الزيت علي النار بانكاره لحقوق هؤلاء السكان وهو يصفهم (بعربان الشتات) ومن سخريات القدر أن الدرديرى كان يفاوض باسم الذين يصفهم اليوم بعربان الشتات.
بالعودة لقضية أبيي ذهبت برفقة المبعوث الأمريكى للسودان وقتها روجر ونتر وهو رجل ظل فى أفريقيا منذ ثمانينات القرن الماضى وخدم فى المنطقة ضمن موظفي المعونه الأمريكية- ذهبت معه برفقة الجنرال إدوارد لينو الى المنطقة عقب المعارك التى دارت بين الطرفين فى عام 2009 وفى تلك الرحلة إطلعت على تفاصيل مشروع المنطقة الخضراء وتفاصيل أخرى تتعلق بالصراع المحتمل فى ظل سيطرة النخب الشمالية علي الدولة ورفضها للاخرين ان يكون ضمن مؤسساتها
وأدركت منذ تلك اللحظة أن الحرب ستندلع بين السكان من الجانبين فى الحدود وأيضا أدركت أنه فى المدى القريب ستندلع الحرب بين الهامش والمركز من خلال وقوفى خلال تلك الرحلة على مطالب الشباب ومناداتهم بالمساواة فى التوظيف فى شركات البترول التى يسيطر عليها الشمالين وأدركت أن هناك ثمة وعى بالحقوق بدأ يسود وسط الناس فى تلك المناطق.
على العموم الأمريكان كان لهم السهم الأكبر فى إنجاز إتفاق السلام الشمال وخاصة ما يتعلق ببرتكول أبيي او منطقة كردفان التى قامت شركة شفرون باكتشافات كبيرة فيها وهم يعلمون ما تحمله باطن تلك الأرض البكر
أمس بعد منتصف الليل وانا أتابع مواقع التواصل الاجتماعي عسى ولعل أجد ما يشير الي أن الحرب قد توقفت او هكذا يأمل غالبية السودانيين اذا بى اقف عند (مقطع فيديو) تم تداوله بشكل واسع لضابط عظيم برتبة العقيد يدعى- عثمان جعفر بيلو قائد القوات الخاصة يعلن من خلال (الفيديو) إنضمامه لقوات الدعم السريع- بيلو قدم دفوعات عديدة لخطوته تلك وأعتقد أن العديد من منسوبي القوات المسلحة قد عاشوها باعتبارهم ينتمون لتلك القبائل التى صنفت بانها حوأضن للدعم السريع وهو الأمر الذى رفضه بيلو وهو يرى زملاءه يتم قتلهم على هذا الأساسى.
أعتقد أن إنضمام بيلو يشير بوضوح أن هناك فرز اجتماعى كبير فى هذه الحرب التى كانت بين قوتين وتحولت الان الى حرب شاملة تستهدف مكونات إجتماعية لها وجودها فى خارطة الدولة السودانية ولا استبعد إدارك العديد من أبناء هذه المكونات داخل الجيش حقيقة هذه الحرب التى بدأت منذ العشرية الاولى للانقاذ فى مواجهه هذه المكونات بعد تجربدها من المشاركة السياسية و الاقتصادية من خلال النخب التى سعت منذ الوهلة الاولى لابعاد الفاعليين من المشهد حتى يستنى لها السيطرة الكاملة ولا أستبعد أن الدرديرى الذى يفاوض انذاك باسم ما أطلق هو عليهم (عربان الشتات) انه كان يعلم قصة محرر البترول السودانى السيد محمد عبد الله جار النبى ولكنه لم ينحاز الي قضيته بل وقف ضده وهو يعلم أن الرجل ظلم من قبل المجموعة المسيطرة على القرار والنفط مما دعا جار النبي وقتها لمغادرة السودان كما غادر أمس بيلو القوات المسلحة التى أحبها وخدم فيها بكل تفانى ولكنه إكتشف أنها لا تمثلة ابدٱ فاضطر لمغادرتها بروح الفارس الشجاع وهو يقف على الخلل الكبير من أجل تاسيس قوات مسلحة تمثل كل السودانيين عكس ما فعل الدرديرى الذى اصطف الى الطرف الذى يعمل علي اطالتها وهو يصف هؤلاء الذين يقاتلون من اجل حقوقهم بانهم عربان الشتات