Uncategorizedالرأي

الجميل الفاضل يكتب عين علي الحرب : حرب العواصم

يبدو أن شبح “النموذج الليبي” بات يلقي بظلاله، علي خارطة، وخطوط سير العمليات، في حرب السودان.
وبدا كأن سباقا علي الأرض يجري الآن بين طرفي القتال، بهدف السيطرة علي مدن تصلح لأن تكون عواصم مؤقتة، علي قرار “طرابلس، وبنغازي” في النموذج الليبي.
بل أعتقد أن لتصريحات أحد مستشاري قائد قوات الدعم السريع، بوجود نية لدي قواته، بإعلان الخرطوم عاصمة البلاد الرسمية، عاصمة للطرف الذي يمثله، أثر في دفع الجيش لتصعيد عملياته الحربية بمدينتي الخرطوم، والخرطوم بحري، في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي.
وبالتالي أتصور أن حدث عبور الجيش من مدينة أم درمان الي شمال بحري، قد جاء هو أيضا في إطار محاولة للحيلولة دون تحرك قوات الدعم السريع نحو ولاية نهر النيل، التي يرتب الجيش حاليا لنقل عاصمته الإدارية المؤقتة من مقرها الحالي بورتسودان الي مدينة عطبرة، كبري مدن هذه الولاية.
كما أري أن دفاع الجيش والقوات المشتركة عن العاصمة التاريخية لإقليم دارفور “الفاشر” باستماتة كبيرة، ربما يهدف هو كذلك لحرمان الدعم السريع من إكمال سيطرته علي الفاشر، آخر المدن في إقليم دارفور التي لم تستولي عليها قوات الدعم السريع.
والتي يعتقد بأن الإستيلاء عليها يفتح الطريق للإعلان عن سلطة أمر واقع موازية، بإقليم دارفور الذي تفوق مساحته بالفعل مساحة دولة فرنسا.
الواقع أن تواصل حرب الساعات الست، أو الأيام الأربع، كما تصور من قدحوا زنادها، لنحو عام ونصف، هو ما أدي الآن لتراجع آمال كلا الطرفين، في إمكانية إحراز أيا منهما، لنصر عسكري حاسم، ينهي الحرب بالضربة القاضية، لا بالنقاط كما هو الحال في لعبة الملاكمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى