
د. عبدالمجيد عبدالرحمن أبوماجدة حكومة الدعم السريع المرتقبة هل هي بمجلس سيادي كامل؟ ام حكومة منفي ؟ ام حكومة تصريف اعمال ؟
:
حكومة الدعم السريع المرتقبة هل هي بمجلس سيادي كامل؟ ام حكومة منفي ؟ ام حكومة تصريف اعمال ؟
د. عبدالمجيد عبدالرحمن أبوماجدة
1.
اولاً نترحم على ارواح كل شهدائنا الابرار وهم اكرم منا جميعاً من ضباط وقادة مجموعات وضباط صف والجنود من قوات الدعم السريع الذين مهروا بدمائهم وارواحههم الطاهرة ثورة التغيير العظيمة .
كما نترحم ايضاً على ارواح المدنيين العزل الذين راحوا ضحايا قصف طيران الفلول القاتل والهمجي البربري المتوحش والمتعطش لدماء الابرياء في كل الولايات والاماكن التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع .
وعاجل الشفاء للجرحي والمصابين وعودةً حميدةً مستطابةً للمعتقلين والمفقودين الي أهلهم وذويهم سالمين .
لفترة طويلة توقفتُ عن الكتابة لأسباب عديدة منها نراقب الأحداث والتطورات العسكرية والسياسية والامنية داخل وخارج السودان بسبب تدفق المعلومات عن تشكيل حكومة موازية لحكومة الدعم السريع ببورتسودان تمت التجهيزات الفنية والإدارية والسياسية لها بشكل كامل ودعم مالي وفني وإداري ولوجستي من فلول وعسكرتاريا وعصابة بورتسودان .
كما شاهد الكثيرين في الايام الماضية من المراقبين للاوضاع السياسية في السودان بأنّ هناك *جوخة* من السياسيين السودانيين المتعطشين للسلطة أتوا من الخارج ويمموا وجوههم شطر بورتسودان خاطبهم البرهان قبل أيام قلائل وطمأنهم بانُ العمليات العسكرية تسير كما خُطط لها ومن يريد منهم ان يلحق بجبهات القتال فالطريق ممهداً له قال ذلك وهو اكثر مكراً ودهاء وتهكماً .
غبت عن الكتابة لكن اليوم ساجتهد واكتب عن موضوع تشكيل حكومة للدعم السريع مع شركائه الآخرين في مناطق السيطرة .
إنّ امر تشكيل الحكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع هذه الايام قد اخذ رواجاً كبيراً وحديثاً عابراً واعلاماً مكثفاً متواصلاً بلا انقطاع كانه سيلاً جارفاً من *عل* ولكن حتى الآن لم تكن الرؤية واضحة في كيفية تشكيل هذه الحكومة وكما اوضحت في عنوان المقال اعلاه .
فهل هذه الحكومة بمجلس سيادة كامل الصلاحيات ؟ ام هي حكومة تصريف اعمال ؟ ام هي حكومة منفي ؟
*2*
إنُ تشكيل الحكومة في مناطق وولايات سيطرة قوات الدعم السريع لهو أمراً مهماً للغاية ولكن ما هي الإجراءات “الدستورية و القانونية والعقد الاجتماعي ؟” الذي يتم به تشكيل هذه الحكومة في أماكن سيطرة قوات الدعم السريع ؟ .
وهنا يبرز السؤال الجوهري والمنطفي هل تم اللقاء بين اهل المصلحة في حواضن ومناصري ومنتسبي قوات الدعم السريع في أماكن وولايات تواجدهم و المؤمنيين حقاً بمشروع القائد الهمام محمد حمدان دقلو *التحرري* وقائد ثورة التغيير في السودان ؟؟ .
وما هي رؤية هؤلاء الملايين من الحواضن وكيفية مشاوراتهم ومشاركتهم والاستماع إليهم في كيفية تشكيل الحكومة المرتقبة و التي ملأ امر تشكيها الآفاق وطاف اجزاء الدنيا الأربعة.
إنّ هذه الحكومة المرتقبة تم تحديد موعداً لها وهو السابع عشر من شهر فبراير الجاري 2025م هل هذا التأريخ *لرمزيته* ودلالاته ام جاءت المواعيد مصادفةً ؟
إنّ مشاورة ومشاركة اهل المصلحة في مثل هذه الأمور المصرية المرتبطة بحياتهم امراً غاية في الأهمية.
في تقديرنا المتواضع كان حريٌ لتحالف القوى المدنية المتحدة *قمم* الذي يضم في مشروعه السياسي والتنظيمي اكثر من “68” تنطيماً وكتلاً وحركات ثورية ولجان مقاومة وطرق صوفية ولجان مدنية متحالفة معه يجب علي تحالف *قمم* النزول على أرض الواقع ويصل الي حواضن قوات الدعم السريع ويبشرهم بمشروعه السياسي والتنظيمي ويطرح رؤيته السياسية والتنظيمية لجماهيره العريضة ويشرحوا لهم كيفية تشكيل الحكومة القادمة وفق معطيات سياسية وعسكرية وعلاقات خارجية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع والاخذ بآرائهم ومقترحاتهم التي بلا شكل تضيف لتحالف القوى المدنية المتحدة *قمم* الكثير .
لو افترضنا جدلاً بأنُ تشكيل أيُ حكومة في اي بقعة من بقاع الأرض في العالم يحتاج الي *سكان ، مساحة من الأرض ، تشريعات وقوانين* .
مع العلم ووفقاً لقوانين الأمم المتحدة يجوز لايُ جهة عسكرية تسيطر على مواقع واقاليم يمكنها ان تشكل فيها حكومة او إدارات مدنية وفقاً لقوانيين الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكل المؤسسات الإقليمية والدولية لإدارة شؤون شعوبها في أماكن السيطرة وبسط هيبة الأمن والاستقرار وتسير حياة الناس .
“3”
يرى الكثير من المراقبين للشأن السياسي في السودان بانّ تشكيل حكومة لقوات الدعم السريع في مناطق سيطرته ضرورية ومهمة .
كما يشيرون لهذه الحكومة لا بد أن تكون حكومة قوية ولها السيادة والسيطرة الكاملة على الولايات التي تم تسيطر عليها وبصلاحيات واسعة .
إنّ بعض المراقبين والمحللين يرون بأنُ تشكيل حكومة للدعم السريع في اماكن سيطرته إن لم يكن المشير والامير محمد حمدان دقلو قائد ثورة التغيير المجيدة هو رئيس لمجلس سيادتها ستكون حكومة ضعيفة وبلا معني .
ويشير بعض المراقبين بقولهم :
” لا بد ان يكون هناك مجلس وزراء بكامل صلاحياته للعمل التنفيذي ومجلس تشريعي” ومن ثمّ تعمم مثل هذه التجربة على الولايات التي تسيطر عيها قوات الدعم السريع .
إنّ تشكيل حكومة للدعم السريع امر غاية في الأهمية ولكنه يحتاج لتروي ومشاورات واسعة النطاق حتي لا تأتي هذه الحكومة هشة ورخوة وضعيفة بدون اي مرتكزات “دستورية ومجتمعية” متمثلة في بُعدها المحلي والاقليمي والدولي .
هنا يتسائل المرء ما هي الجهات الشريكة للدعم السريع في تشكيل هذه الحكومة .
لابد أن تكون الرؤية واضحة لا لُبس فيها بالنسبة لحواضن الدعم السريع الذين دفعوا اثماناً غالية في سبيل هذه القضية الوجودية وما زالوا يدفعون بفلذات اكبادهم في سبيل هذه القضية زرافاتاً ووحداناً مهراً لهذه الثورة التحررية العظيمة التي فاقت شهرتها وسمعتها آفاق الدنيا .
هل إنّ تحالف القوى المدنية المتحدة *قمم* ما زال متمسكاً بمشروعه السياسي المنشور على نطاق واسع وادبياته المكتوبة في ديباجته على الشبكة العنكبوتية *شركاء في الدم شركاء في السياسة*
أم أنّ الأمور السياسية تختلف في الواقع عن الادبيات التنظيمية ويقوم بفتح الباب واسعاً لمشاركة الاحزاب والجهات والكيانات والكتل الثورية واللجان المدنية والطرق الصوفية والادارة الأهلية والنازحين واللاجئين للمشاركة في تشكيل الحكومة المرتقبة ويغلق الباب في وجه ادبياته السياسية والتنظيمية ويفتح المجال للآخرين للمشاركة في تشكيل الحكومة القادمة .
هناك سؤالاً ما زال قائماً عن حكومة الدعم السريع كما جاء في عنوان المقال آنفاً هل هي *حكومة للدعم السريع المرتقبة بمجلس سيادي كامل الصلاحيات ؟ ام هي حكومة منفى ؟ ام حكومة تصريف اعمال*
1- مدير مركز السودان للتنمية والبحوث والدراسات الاستراتيجية – ولاية جنوب دارفور .
2- رئيس الدائرة السياسية بالمجلس الاستشاري”الدعم السريع” – ولاية جنوب دارفور .
كاتب وباحث ومحلل سياسي
Abdumajeednetaigazxc1133@gmail.com