لنا مهدي تكتب زلزال المالحة••قوات الدعم السريع تسحق جيش البرهان وميليشياته ومرتزقة الحركات وتعيد رسم خارطة السودان العسكرية

مدينة المالحة تمثل نقطة استراتيجية بالغة الأهمية في مسرح العمليات العسكرية شمال دارفور فهي تقع على خط إمداد حيوي يربط بين شمال دارفور والولاية الشمالية إضافة إلى قربها من الحدود الليبية ما يمنحها أهمية لوجستية كبيرة لأي قوة تسيطر عليها

تحرير المالحة يعني قطع أحد أهم طرق الإمداد للجيش السوداني في دارفور حيث كانت تستخدمها القوات المسلحة التابعة لجيش البرهان لنقل التعزيزات والذخائر إلى داخل الفاشر وبقية مدن الإقليم؛ السيطرة عليها تفرض واقعاً جديداً على الأرض وتمنح قوات الدعم السريع حرية حركة أوسع باتجاه الشمال والشرق ما يزيد الضغط على القوات الحكومية المتبقية في المنطقة

من الناحية الجيوسياسية فإن إحكام القبضة على المالحة يعزز النفوذ الإقليمي لقوات الدعم السريع ويفتح الباب أمام مزيد من التحركات العسكرية نحو معاقل الجيش الأخرى في شمال كردفان و حتى داخل الولاية الشمالية كما أن موقع المدينة القريب من الحدود الليبية يمنح ميزة استراتيجية من حيث الاتصال بخطوط الإمداد الخارجية والتنسيق مع الفاعلين الدوليين والإقليميين

هذا الانتصار يعكس قدرة قوات الدعم السريع على تنفيذ عمليات عسكرية معقدة وتحقيق اختراقات نوعية في جبهات القتال الصعبة ويؤكد أنها باتت قوة لا يستهان بها في المشهد السوداني هذه السيطرة تعزز مكانتها السياسية والعسكرية وتجعلها في موقع أقوى خلال أي مفاوضات مستقبلية حول تسوية الصراع في السودان

تحرير المالحة ليس مجرد نصر ميداني بل هو تحول استراتيجي في موازين القوى على الأرض وهو دليل على أن قوات الدعم السريع تملك زمام المبادرة وتواصل توسيع نفوذها في السودان ما يغير قواعد اللعبة بشكل كبير