
بهرام أبوعلي يكتب القصر الجمهوري هو المبتدأ
ذلكم المبني الضخم الذي بناه الإنجليز إبان حكمهم السودان و أورثوه الطباخين و خدمهم الأوفياء لم يعد كما كان يحمل رمزيّة الدولة الاتحادية التي خدعونا بها لعقوداً من الزمان بقوميّته الزائفة بل اضحي الان يمثل رمزية الدولة الاحادية الجهوية العنصرية البائنة و التي لا يراها إلا ماهو اعمى البصيرة و البصر كما اصبح كومة من الرماد بعد ان دمره طيران ( الجيران )كسائر البني التحتية التي حطموها بأنفسهم
صمد فيه الفرسان لعامين تحت قيادة قائد الشجعان لتحرير كل بنو السودان من براثن الدولة العميقة و القميئة و خاضوا فيه أشرس المعارك ببسالةً و اقتدار و لكن للأسف ضد من هم أولي بالانعتاق إلا إنهم يستميتون في أن يظلوا تحت وطأة الأسياد
انقضت المعركة التي لعبت فيها المسيرات التركية الحاملة للمتفجرات السامة و غاز الخردل الذي سيكون اثره وبالاً عليهم احدثت الفارق اللحظي في تلكم المعارك
و أحقادهم التي نطقوها في سكرة أفراحهم إزاحت الستار عن ماهية الحرب و عرفتها بوضوح على انها حرب مجتمعات و وجود كما تبين بجلاء خارطة السودان في اذهان هذه الطغمة و التي لا يتجاوز حدودها غرب ام درمان إلا ان
معارك القصر و الخرطوم ماهي إلا بدايةً لمعاركها
التي سوف تكون في كل الأرجاء الهامش اتحد تحت راية الشرفاء
و التأسيس لم يكن مجرد هراء سيأتيكم الطوفان صيفاً و شتاء حينها سيكون حليفكم الفناء
و الدب في المالحة و الصحراء
و أمدرمان واسعةو غربها فناء
اليوم غناء و غداً بكاء أيها البلهاء
و كما قال قائدنا لكل داء دواء