Uncategorizedالرأي

فاطمة لقاوة تكتب : عامان من الدماء في السودان


دخلت الحرب في السودان عامها الثاني، وسط تصاعد غير مسبوق في أعمال العنف التي يدفع ثمنها المدنيون وحدهم، في ظل صمت دولي وإقليمي مريب.
قصف جوي عشوائي، مجازر جماعية، وجرائم حرب تُرتكب بحق الأبرياء، في بلد يشهد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
منذ إندلاع الصِراع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تحولت المدن إلى ساحات قِتال، واختلط صوت الأذان بأزيز الرصاص ودوي الانفجارات.
في العاصمة الخرطوم، لم يعد المواطنون يميزون بين الليل والنهار، فالموت يحوم فوق رؤوسهم على مدار الساعة.
عصابة بورتسودان القذرة ترسل الطيران الحربي التابع للجيش السوداني ليكثّف من غاراته على المناطق السكنية الخاضعة لسيطرة الدعم السريع، في مشهد يتكرر بشكل يومي، دون مراعاة لحياة المدنيين ،سوق شعبي هنا،مستشفى هناك، ومنازل تُسوى بالأرض في لحظات، بينما تتكدس الجثث في الأزقة ويُدفن القتلى دون جنازات.

تقارير طبية وحقوقية أكدت أن غالبية ضحايا القصف الجوي من النساء والأطفال، في وقت تعاني فيه المستشفيات من نقص حاد في الكوادر والمستلزمات، بعدما طالها القصف هي الأخرى، أو تحولت إلى مواقع عسكرية وثكنات لدواعش البرهان ومصاصي الدماء الذين ساندوه ومرتزقتهم.
في دارفور وكردفان، تتوالى شهادات الناجين عن مذابح جماعية، يُتهم فيها إستخبارات الجيش السوداني وأزرعه الأمنية.
المدنيون يُذبحون على الهوية في الخُرطوم والجزيرة،والنساء تقبع في سجون بورتسودان وعطبرة بتُهم مُجحفه، والقرى تُحرق عن بكرة أبيها في وضح النهار والمجرمون يوثقون جرائمهم و هم مطمئنين آمنوا العِقاب.
الجيش يتحدث عن عمليات “تطهير لقوات الدعم السريع التي وصفها بالمتمردة”، بينما توثق منظمات دولية مشاهد إعدامات ميدانية وجرائم تطهير عرقي بحق مكونات سُكانية بعينها،تٌعد جرائم تطهير عرقي وجرائم إبادة جماعية.
هناك مجموعات إجراميه اقوم بتنفيذ عمليات نهب واغتصاب في مناطق سيطرة الدعم السريع ،إتضحت فيما بعد أنها عناصر أمنية تتبع للمدعو “كيكل” الذي أنضم للدعم السريع بهدف إرتكاب جرائم ممنهجة يتم من خلالها شيطنة الدعم السريع وإحراجه وتقديم قياداته للمساءلة القانونية من خلال تلفيق التُهم.
الجيش السوداني استخدام المدنيين كدروع بشرية. ولا يزال الآلاف محاصرين بلا غذاء أو ماء، وسط غياب تام للمساعدات الإنسانية.
بحسب منظمات أممية، تجاوز عدد القتلى منذ بدء الحرب حاجز الـ15 ألفًا، فيما شُرد أكثر من 8 ملايين
شخص داخليًا وخارجيًا. وتؤكد التقارير أن السودان يعيش واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم.

ورغم فداحة الأرقام، لا تزال التحركات الدولية خجولة، في ظل تعقيد المشهد الميداني وتعدد الأطراف التي تستغل طمع الإسلاميين في العودة للسلطة ورعونة البُرهان وخُبث العطا وحقده على الشعب السوداني الثائر وحُماة الثورة.
مُعظم المبادرات السياسسة فشلت في تحقيق أي اختراق،والمبادرات الدولة لم ترفع العصا الغليظة لتأديب الطرف المُتعنت، بينما يستمر نزيف الدم دون توقف.
عامان من القتل والتشريد والجوع، ولا يزال السودانيون يبحثون عن بارقة أمل.
مستقبل البلاد يبدو غامضًا، والثقة في الحلول السياسية تتضاءل يومًا بعد آخر. ومع ذلك، يواصل الشعب السوداني التمسك بالحياة، رغم الجِراح العميقة.

الوقت ينفد، والحرب تلتهم كل شيء،فهل من مستجيب؟
ولنا عودة بإذن الله

الأربعاء،١٦أبريل /٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى