
فاطمة لقاوة تكتب الخوي.. ولادة السودان الجديد
في قلب كردفان، تتشكل ملامح السودان الجديد من ميدان المعارك في الخوي والحمادي ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل لحظة تحول كبرى ضد نظام الاستبداد والتهميش الذي جثا على صدر السودان لعقود طويلة.
تخوض قوات الدعم السريع هذه المعركة بروح وطنية عالية، تقودها قيادات ميدانية بارزة أثبتت حضورها وشجاعتها، وعلى رأسهم:
• القائد الشاب الجسور حسين برشم
• القائد السافنا
• القائد صالح الفوتي
هؤلاء القادة يقدّمون أنفسهم كرموز لتحول تاريخي، يقاتلون في الخطوط الأمامية لا دفاعًا عن سلطة أو مكسب، بل من أجل الكرامة الوطنية وحق الهامش في العدالة والتمثيل.
فهم، بعكس من اعتادوا إدارة الحروب من خلف المكاتب، يتقدمون الصفوف، ويقودون جنودهم بثقة وعزيمة.
في المقابل، كشفت المعارك عن حالة من التخاذل والانهزام في صفوف القوات الموالية للنظام البائد، وقد وردت تقارير عن فرار المدعو “جودات” قائد متحرك الصياد من أرض المعركة، في تكرار لمشهد هروب عبد الفتاح البرهان من القيادة العامة، وتركه جنوده لمصيرهم المجهول.
المواطنون في الخوي والحمادي دفعوا ثمنًا غاليًا، حيث ارتُكبت انتهاكات جسيمة ضد المدنيين من قبل مجموعات مسلحة متحالفة مع بقايا الكيزان، بينها عمليات قتل عشوائي، وقصف على الأحياء والأسواق، راح ضحيته العديد من الأبرياء.
في ظل هذه المعاناة التي يعيشها الغلابه من أبناء الشعب السودان في كردفان،بسبب التنكيل بهم من قبل المليشيات التي تقاتل بإسم الجيش السوداني،جاءت قوات الدعم السريع مدافعة عن الشعب، حيث تؤكد قياداتها الميدانية التزامها بحماية المدنيين، ورفضها القاطع لأي استهداف خارج القانون.
هذه المعركة، وفق محللين ومتابعين، ليست مجرد جولة عسكرية، بل تمثّل بداية تفكيك بنية الدولة المركزية الظالمة، التي لطالما صادرت الحقوق، واحتقرت الهامش، ورسّخت حٌكم الصفوة والتمييز العرقي والجغرافي.
اليوم، تُسجّل الخوي نفسها في التاريخ، لا كمجرد ساحة قتال، بل كمنصة لانطلاق دولة سودانية جديدة، تُبنى على قيم المواطنة، والمساواة، والعدالة الشاملة.
دولة لا مكان فيها للكيزان، ولا للعصابات، ولا للجبناء الهاربين من الميدان.
هكذا كُردفان التي أنهت إسطورة هِكس باشا،واسست للمهدية في السودان،ومن ثم قادت ثورات التحرر الوطني ضد المستعمر،اليوم تقف أمام صلف تُجار الحرب في السودان لتنهي عهد الظُلم والإستبداد،و تعيد للشعب السوداني كرامته التي اُنتهكت.
ولنا عودة بإذن الله.