
سلام ياصاحبى ابوعبيدة برغوث يكتب جنيف هنا نطرح إحتكار الدولة
عندما وصلنا إلى هنا كانت النساء الإفريقيات ما زلن يغنين للتحرر وبطولات الأجداد ويستدعين سفر من التاريخ ويقصصن فى حكايات (مريام ماكيبا) و(فاطمة بنت بيلا) وكنت مثل الآخرين مفتونا بنضالاتهن وتجاربهن الإنسانية بحثا عن العدالة والمساواة والحرية…وأنا أعبر الطريق الذى يقودنى إلى واجهتى ، إذا بصوت الفنانة إنصاف فتحى وهى تصدع بالمريود منبثق من أحد الأمكنة ، أعتقد أنه مكان لإعداد الوجبات السودانية كان صوتا جميلا هادئا عميقا يعانق صمت الليل الأفريقي البارد وأعتقد إنصاف القادمة من رحم المعاناة هى تنتمى إلى مناطق المظالم التاريخية، ولكن لم أكن متأكدا الآن أين تقف ! هل مع الحرب أم تقف فى صف السودانيين الداعين لإيقافها.
لم يكن هذا البلد الأفريقي العظيم الذى وصلنا إليه مكانا للسياحة فحسب وإنما أضحى مكانا للسودانيين يلتقون فيه لمناقشة قضايا بلادهم الغارقة فى بحور الدم وركام أشلاء البشر ، وهذا ما إرتبط بإسم بلادهم التى تبحر فى أنهار الضياع والتى قد ترسى بها فى مراسى العدم ، لذا نحن هنا نستلهم من هذا المكان معانى الصمود وتجاوز مرارات هذه الحرب ، خاصة وأن هؤلاء الناس هنا مروا بتجارب مريرة ومؤلمة ولكنهم تجاوزوها وإستطاعوا بناء هذا البلد العظيم ، لذا تظل قضايا التحرر والمساواة هى أحد معالم نقاشاتنا التى قلت فيها للحاضرين أن بلادنا التى تخوض معارك التحرر والعدالة والمساواة من أجل وضع حدا لإحتكار الدولة ومؤسساتها من قبل مجموعة محدودة ترفض أن يكون الآخرين آخرين يتطلب من الجميع العمل معا من أجل خلق تحالفات مدنية عريضة تضع قضايا مناطق الظلم التاريخى فى سلم الأولويات فالإعتراف بهذه القضايا يمثل مدخلا صحيحا لمعالجة جذور الأزمة فى بلادنا ، وعلى الجميع أو الذين مازالوا يعتقدون أن مسألة إحتكار الدولة ممكنة عليهم أن يدركوا أن حقائق الواقع تجاوزت هذا الطرح ، وعلى الذين يدعون له التخلى عن ذلك والإنضمام للسودانيين الذين يؤسسون لبلد تكون فيه المواطنة أساس الحقوق والواجبات.
وجدت نفسى مضطرا أن أستدعى الخليفة عبدالله التعايشى ود تورشين والسلطان عجبنا وإبنته ماندى وحكيت للحاضرين تاريخ الفونج وعبدالله جماع والسلطان على دينار والناظر مادبو والناظر تاج الدين والناظر بابو نمر ثم قلت لهم لن تجدوا ماذكرته مؤرخا فى كتبنا فإندهش الجميع ولكني لم أجعلهم يفوقون من دهشتهم وأنا أقول لهم اتدرون لماذا؟ لأن جلادينا هم من كتبوا وأرخوا لذلك ، لكن للأسف بالنهج الذي يريدونه حتى يتمكنوا من إختطاف الدولة وقد نجحوا فى ذلك سابقا أما الآن فهناك رجل يواصل رحلة التحرر التى بدأها الأباء الأوائل منذ جوزف لاقو وجون قرنق دى مبيور ويوسف كوه مكى وداؤد يحي بولاد ، هذا الرجل حاربوه عندما قال لهم لا تشعلوا الحرب وكانوا يعتقدون أن بالقضاء عليه وعلى قواته تنتهي المسيرة لكنهم تفاجأوا بإنه بات الإسم الأبرز فى بلادنا ويأمل الناس ممن يسيرون في نهج التحرر إنتشالهم من تحت رماد النكبة إلى مشروع الدولة.وذاك هو محمد حمدان دقلو
بالأمس وقف الناس على مخرجات جنيف من خلال المؤتمر الصحفى لوفد التفاوض لقوات الدعم السريع والذى كشف عن إتفاقيات تمت بينه وبين الوساطة منها فتح بعض المطارات الواقعة فى مناطق سيطرته لأغراض الإغاثة، وشكلت القضايا الإنسانية وأحدة من أبرز الإتفاقيات، ولكن فى إعتقادى أن الذى لا يعلمة الذين مازالوا يصرون على مواصلة الحرب رغم فقدانهم للمقدرة على ذلك أن العالم من خلال التحالف الدولى لإنقاذ الحياة وتحقيق السلام فى السودان قد حسم أمره تجاه قضية الحرب فى السودان ، وأعتقد انه لن يسمح بإستمرارها ولدية وسائل عديدة لإيقافها وفرض السلام من أجل إنقاذ الملايين من السودانيين الذين يواجهون خطر الموت جوعا وآخرون يموتون بالفعل تحت قصف الطيران يوميا فى العديد من مناطق السودان المختلفة ، ومحاصرة الفساد والمفسدين الذين بإسم الحرب يهربون ثروات البلاد إلى الخارج وإن كان العالم يراقب حركة تلك الأموال التى يحاولون وضعها فى بنوك الخارج تحت عدة لافتات ولكن عيون المؤسسات الدولية ترصد كل شى.
الآن كل الشعب السودانى يترقب ما ستسفر عنه قادمات الأيام والخطوات التي سيتخذها الوسطاء والشركاء.