
فاطمة لقاوة تكتب :إلى نساء بلادي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أكتب هذة الرسالة لكل نساء السودان بمختلف توجهاتهن وإنتماءتهن التنظيمية والعقائدية والمناطقية.
هُناك سؤال جوهري:هل نحن مُدركات للتحديات التي ما زالت تعيق مسيرة النساء السودانيات؟وآين نحن من الخطوات والركائز التي وضعنها النساء الرائدات من الرعيل الأول و التي ساهمت في إيصال الصوت النسوي؟!.
أكتب اليوم وفي دواخلي مشاعر مختلفة تختلج في فؤادي ما بين الحُزن والفرح والأمل.
حزينة لأننا نحن النساء اللائي إكتوينا بنيران الحروب الممتدة منذ قُبيل الإستقلال ليومنا هذا،ولأننا ما زلنا نعيش تحت وطأة التشاكسات فيما بيننا ومحاولة إقصاء بعضنا البعض في كافة المحافل دون أن نفهم أهمية توحيد الجُهد النسوي من أجل خِدمة قضايا النساء خاصة والشأن السوداني عامة.
حزينة لأن النساء ما زِالنَ يعانينَ من التهميش المُمنهج والظُلم المُتعمد سوى في المحيط المجتمعي أو المهني أو السياسي.
رغم مجهودات النساء الرائدات في العمل النسائي وأيقونات التغيير اللائي تقلدنَ المقاعد البرلمانية في السودان إلاَّ أن وضع المرأة السودانية اليوم يتطلب مجهود أكبر ونظرةً أكثر عُمق،تساهم في مجهودات جميع النساء السودانيات،وفتح مجال أوسع لإدارة حوارات نسائية تناقش الراهن السوداني وبلورة رؤية نسوية مستقبلية تحفظ للنساء حقوقهن وتعالج القضايا النسوية المسكوت عنها في الحِقب السابقة.
مصدر فرحتى رغم حُزننا العميق أننا وضعنا خطواتنا نحو العتبة الأولى لتأسيس واقع جديد للشعب السوداني يقودنا إلى دولة مؤسسات عادلة،وقيادة التأسيس السوداني لن تَظلم المرأة طالما قادة الركب واعيين بالمخاطر والتحديات.
نأمل أن تتدارك نساء بلادي أهمية قبول بعضهن بعض دون إقصاء ، واننا كنساء سودانيات يجب أن تتكامل بيننا الأدوار ،وهنا أرسل رسائلي لنساء منسم ومجموعة المكوكيات وغيرهن من الكُتل النسوية التي تحاول تسيد المشهد وتعمل على إقصاء كل من يخالفهن وجهات النظر :لم يعد أمامكن مجال تستطيعن من خلاله التسلط على رقاب السودانيات،وإنكن لن تكونن مبعوثات عناية إلَهية لتوزعن صكوك الوطنية حسب ميولكن كالسابق ولن تقبل المرأة السودانية أن تَسرق لِسانها شُلليات تعودنَ المتاجرة الرخيصة بقضايا النساء دون الإلتِفات للمعاناة التي تعيشها نساء بلادي،وخاصة نساء الريف السوداني والنازحات واللاجئات و ضحايا الحروب في الحِقب الممتدة.
آن الآوان لكافة نساء السودان أن ينتفضن لحقوقهنَ فالحقوق تُنتزع ولا تُعطى.
كُل عام ونساء بلادي قويات رائدات.
ولنا عودة بإذن الله.
فاطمة لقاوة
السبت،٨مارس/٢٠٢٥م