
الجيش السوداني وكتائب البراء.. من حرب (الكرامة).. لـ(شفشفة) المواطنين..!
تقرير : مسارات نيوز”
العميد المعاشي بالجيش السوداني ذهب لمنزله بكافوري للأطمئنان عليه، وجد قوات من الجيش السوداني يسرقون ممتلكات منزله بحي كافوري، حاول الحديث معهم لكن قاموا بأطلاق النار على أرجله، ثم مضوا ومعهم منهوبات منزل (العميد)، حادثة الضابط المعاشي ليست الأولى في مسلسل النهب الذي يمارسه أفراد الجيش في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، مواطنو الخرطوم بحري وشرق النيل وكافوري، أكدوا دخول الجيش لعدد من المنازل وممارسة السرقة والنهب تحت تهديد السلاح للمواطنين.
مواقع التواصل
مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) نقلت كثير من أحداث النهب في مدينة أم درمان، ومنطقة شرق النيل وبحري، يرى البعض في كونها غريبة على المؤسسة العسكرية، الباحث الاجتماعي محمد نورالدين ذهب قائلاً: انتشار السرقات والنهب في مناطق الجيش قد ينكره كثيرون من خلال الحملات الاعلامية التي تنتظم تحركات الجيش، وتصوير الأمر بأنه تحرير، لكن الأسواق المنتشرة في منطقة أم درمان التي تقوم على المنهوبات من المواطنين، تؤكد أن أفراد الجيش يقومون بتجاوزات على خلفية الحرب.
الخبير العسكري كمال يوسف قال: الأسباب التي تدفع لمثل هذا السلوك معروفة، الجيش السوداني مخترق من قِبل كتائب البراء والمستنفرين من المقاومة الشعبية، انتشار السلاح في أيدي المواطنين دفع كثير من المجرمين للدخول في المقاومة من أجل حسابات تخصهم، وتصفية حسابات شخصية، خاصة في ظل عدم وجود مصادر للدخل وتوقف المؤسسات.
ممارسات فاسدة
منذ انطلاق الطلقة الأولى في الخرطوم، حزمت الدولة مؤسساتها وخرجت من الخرطوم، محلية كرري ظلت تحت إدارة الجيش السوداني، وحسب التصريحات الاعلامية ومطالبة الجيش المواطنين بالحضور إلى أم درمان، حيث الاستقرار والأمن، توقع كثيرون أن تكون أكثر أمناً من مناطق أخرى، لكن ممارسات الرشوة والنهب كانت الأبرز في مناطق أم درمان، خاصة من قوات الشرطة، الأجهزة الأمنية في مناطق سيطرة الجيش السوداني، لم تكتفِ بإرهاب المواطن ونهب أمواله، بل ابتدعت أشكال من الأبتزاز لسلب المواطنين أموالهم.
وبحسب عشرات الشكاوى من مواطنين حول التجاوزات التي ترتكبها الشرطة اقلاها الرشوة الابتزاز والسلوك العدائي ضد المواطن. يذهب مواطنون إلى أن الحملة المشتركة بمنطقة أم درمان والتي تضم أفراد من شرطة المرور واستخبارات الجيش والشرطة العسكرية، واجهة لعمل تنظيمي، يختفي خلفه فساد كبير يستهدف الفئات الضعيفة من المجتمع او المواطن العادي، فالحملة تمارس عملها وفق اهواء الشرطي او العسكري التابع للجيش على السواء، بحيث تصل في بعض الحالات لضرب المواطنين بالسياط في طلمبة وقود (سندس) داخل سوق صابرين، حيث اقيم اكبر تجمع لحجز (الركشات) ، (بمعنى بمخالفات حقيقية و أخرى افتراء وهمبته) حتى بعض سيارات المواطنين التي تقف خارج الطرقات وبشكل صحيح يتم فك لوحاتها، مع عدم وجود أي علامات مرورية تمنع ذلك، والأدهى ان الشرطي الذي يفك اللوحة يذهب و يدعي أمام قائده انه وجد هذه السيارة واقفة (غلط) وقافلة الشارع.. أكثر من (١٠٠) ركشة يومياً يتم حجزها هناك، ولم يقف الأمر على كتابة مخالفة مرورية بل يتعدى ذلك لضرب أصحاب الرقشات الذين يحاججون بأنهم لم يرتكبوا مخالفة، بواسطة أفراد شرطة العمليات او الجيش المصاحبين للحملة المشتركة والمتواجدين بالموقع.
فساد المسؤولين
هل وقف فساد حكومة (بورتسودان) وأجهزتها النظامية لدى (الأفراد)..؟ منصات إعلامية حملت الأيام الماضية، قصة فساد في حكومة بورتسودان، والكشف عن فساد بملايين الدولارات، وكشف مبارك الفاضل المهدي، رئيس حزب الأمة، عن تداول معلومات خطيرة بين المراقبين ورجال الأعمال بشأن تفشي الفساد في سلطة بورتسودان، وتصدير كميات كبيرة من النحاس المسروق، والذي تم نهبه من كوابل الكهرباء في الخرطوم ومدن أخرى. وأوضح أن هذه الجماعات قامت بالحفر واقتلاع الكوابل الكهربائية وسرقة النحاس وبيعه بطرق غير شرعية. وبالرغم من تدخل مجلس الوزراء المكلف التابع لسلطة بورتسودان حاول وقف هذه الممارسات عبر إصدار قرار يمنع تصدير النحاس، وذلك بعد تدخل الأمن الاقتصادي. إلا أنه ورغم هذا القرار، استمر تصدير النحاس المسروق بكميات كبيرة، بعد حصول المصدرين على استثناءات من جهات عليا، وهو ما يثير الشكوك حول وجود تواطؤ من داخل المؤسسات الرسمية.
الاستثمار في الحرب
الخبير القانوني سيف الدين عبدالناصر يذهب قائلاً: الحرب خلقت واقعاً جديدا من عدم المسؤولية، ومحاولات الثراء السريع والاستفادة من أوضاع الحرب، شهدنا جنرالات الجيش وهم يستولون على أموال المقاومة الشعبية، والحركات المسلحة وهي تطالب بأجرتها وهي تقاتل في (حرب الكرامة)، والفساد الذي انتشر في موانئ البحر الأحمر، للأسف هناك من يستثمر في حرب السودان.
أوضاع مأساوية يعيشها المواطن السوداني، بين رحى الحرب وممارسات قوات الجيش والمليشيات التي تقاتل معه، وعصابات تروع المواطنين في مناطق يُصور أنها آمنة، (الشفشفة) سلوك لم يعد تنتهجه عصابات الأحياء، بل اصبح ممارسة وسلوك لقوات العمل الخاص ومليشيا البراء وقيادات حكومة (بورتسودان).