
بعد ان دخلها الدعم السريع المالحة واهمية المكان
متابعات مسارات نيوز :
تعتبر معركة المالحة الاخيرة علامة فارقة في مسيرة الحرب فى شمال دارفور لها ما بعدها، منطقة المالحة تعد من المناطق الاستراتيجية في عموم دارفور وشمال دارفور علي وجه الخصوص، فهذه المنطقة التي تسيطر عليها قبيلة الميدوب معروفة منذ قديم الزمان بأنها الطريق إلي دولة ليبيا حيث معظم الصادرات والواردات تأتي عبر هذا الطريق ومنطقة المالحة هي نقطة إلتقاء ومنها تنطلق كل القوافل من وإلي السودان وليبيا، إن سيطرة أحد طرفي الصراع عليها يعتبر نصرا كبيرا بمعيار أهمية المنطقة واستراتيجيتها المكانية بإعتبارها المعبر لكامل الدعم البشري واللوجستي لقوات الحركات المسلحة المشتركة وبفقدان هذه المنطقة الاستراتيجية تكون قوات المشتركة قد فقدت اهم خطوط امدادها وليس هذا فحسب بل تكون قد فقدت كذلك نقطة انسحاب مهمة في حال تكبدت خسائر محتملة في معركة الفاشر التي بدورها ستكون قد ضاق الخناق عليها ، معركة المالحة يمكن أن تكون مؤشر لاحتمالية عدم مقدرة الفاشر علي الصمود لفترة أطول ، وهذا الأمر بدوره يقود إلي استنتاج مهم وهو أن سقوط الفاشر الوشيك يجعل الولاية الشمالية علي مرمي حجر من قوات الدعم السريع وبالتالي انقلاب موازين المعركة…
المالحة ليست مجرد معركة أو منطقة سقطت ولكنها مفتاح مهم في مسار هذه الحرب.ان العتاد الحربي النوعي الذي غنمته قوات الدعم السريع في معركة المالحة الاخيرة من أسلحة وذخائر وسيارات دفع رباعي ومدرعات يعتبر الأكبر والأهم خلال معارك الدعم السريع والمشتركة منذ دخولها في الحرب الحالية، كما أن التعزيزات الدفاعية والخنادق التي صنعتها المشتركة حول المدينة تدل علي أن هذه المنطقة موقع مهم لهذه القوات ولذلك دفعت بكل هذه القوات المجهزة بأحدث الأسلحة ومدعومة بسلاح الطيران.
إن هروب قوات المشتركة وتركها لكل هذه المعدات والاسلحة دلالة علي الروح الانهزامية التي باتت تشكل نفسية أفراد قوات المشتركة بعد كل الإهانات والاساءات التي تضج بها الميديا ضدهم ومطالبتهم بإخلاء الشمال والشرق والتوجه نحو دارفور لأن وجودهم هناك مرفوض وغير مرحب به، مصحوبة باقذع الالفاظ العنصرية من الإعلاميين واللايفاتية أمثال عمسيب وحياة عبدالملك وداليا الياس وغيرهم، إن انكسار القوات المشتركة في المالحة ستشكل إحدي ملامح تغير وجه الحرب…
المالحة لها ما بعدها