
الطيب الهادي يكتب. : نحو سودانٌ جديد قوامه العدالة والديمقراطية والمواطنة المتساوية
التحولات السياسية والاجتماعية التي يشهدها السودان، تبرز الحاجة الملحة إلى إعادة صياغة مفهوم الدولة والمواطنة على أسس جديدة تعكس تطلعات الشعب وتضحياته. إننا اليوم أمام لحظة تاريخية نعيد فيها تعريف من نحن، وماذا نريد، وكيف يمكننا أن نبني سودانًا جديدًا قوامه العدالة والديمقراطية والمواطنة المتساوية.
سودان العدالة هو الذي تترسخ فيه قيم الإنصاف والمساءلة، حيث لا مكان للإفلات من العقاب، ولا حصانة لأحد أمام القانون. العدالة ليست مجرد مؤسسة قضائية، بل هي ثقافة تُغرس في النفوس، وضمانة لحقوق الجميع دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو الجهة أو الانتماء السياسي.
سودان الديمقراطية هو ذلك الوطن الذي تُدار فيه شؤون الدولة بإرادة الشعب، من خلال انتخابات نزيهة، ومؤسسات قوية، وحريات مصانة. الديمقراطية لا تقتصر على صناديق الاقتراع، بل تشمل حرية التعبير، وحق التنظيم، وتداول السلطة، وضمان مشاركة كل مكونات المجتمع في صناعة القرار.
سودان المواطنة المتساوية هو الذي ينظر إلى أبنائه بعين واحدة، فلا يُفضَّل فيه مواطن على آخر بسبب لونه أو لغته أو ثقافته. هو سودان تتكافأ فيه الفرص، وتُوزَّع فيه الثروات بعدالة، وتُصان فيه كرامة الإنسان من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب.
إن مشروع بناء سودان جديد لا يمكن أن يتحقق إلا بتضافر الجهود، ووضع حد للصراعات والنزاعات التي مزقت الوطن لعقود. نحن بحاجة إلى عقد اجتماعي جديد، يقوم على احترام التنوع، والاعتراف بالآخر، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الضيقة.
لن يكون الطريق سهلاً، لكن بالإرادة الجماعية، وبالتمسك بقيم الثورة، وبالإيمان بسودان يسع الجميع، سنخطو بثبات نحو المستقبل. سودان لا تُبنى فيه السلطة على القهر، ولا تُصنع فيه الثروات على حساب الضعفاء، بل وطن يحكمه القانون، وتزدهر فيه الحرية، ويسمو فيه الإنسان.
نحو سودان جديد… نولد من رحم التحديات، ونمضي في درب الأمل، ونؤمن أن الوطن الذي نحلم به يستحق أن نعمل لأجله، ونضحي في سبيله.