Uncategorizedالرأي

كشف تفاصيل مهمة..(المركز الدولي) : خيار وحيد أمام (البرهان) أو مواجهة (المجتمع الدولي)


حوار : محمد أحمد مصري
في ظل الحرب المستعرة في السودان ووسط تشابك المصالح الدولية والإقليمية يبرز المركز الدولي للتنمية والدراسات الاستراتيجية والسياسية كلاعب أساسي في المشهد السياسي الإنساني والدبلوماسي بفضل خبرته في إدارة النزاعات ودوره الفاعل في فض الأزمات بدول عدة وفي هذا الحوار الاستثنائي نلتقي السيد الفاضل محمود أبوبكر المدير العام للمركز لاستعراض رؤيته حول الأزمة السودانية وموقف المركز من أطراف الحرب وخططه للتحرك السياسي والإنساني.

مع دخول العام الثالث للحرب في السودان أين تقف جهود المركز الدولي للتنمية والدراسات الاستراتيجية؟ وما مدى تأثير الشركاء الدوليين في إنهاء هذه الحرب؟؟

السودان لم يعد مجرد ساحة نزاع محلي بل تحوّل إلى معركة إقليمية ودولية مكتملة الأركان في هذا المشهد المعقد يسعى المركز الدولي جاهدًا لتوفير منصات حوار غير رسمية خلف الكواليس وتحريك الرأي العام الدولي وفضح ازدواجية المواقف لبعض العواصم شركاؤنا الدوليون – رغم تصريحاتهم المنمقة لا يزالون يديرون الأزمة بدلًا من حلها ومن الواضح أن هناك من يرى في استمرار الحرب مكسبًا استراتيجيًا.

بصراحة… هل تعتقد أن السودان تحوّل إلى ساحة تصفية حسابات دولية؟؟
نعم السودان اليوم تحوّل إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية واستخباراتية ومن لا يقرأ المشهد بهذه العين لا يدرك حجم المأساة. أطراف كثيرة تستثمر في الدم السوداني لخدمة مصالحها.

هل تعتقد أن هناك طرف قادر على إنهاء الحرب في السودان بالقوة العسكرية، أم أن الحل الوحيد هو التفاوض؟
الحسم العسكري بات وهمًا سياسيًا لا أحد يملك القدرة على فرض سيطرته على السودان جغرافيًا واجتماعيًا الحرب دخلت مرحلة استنزاف متبادل والتفاوض أصبح حتميًا لا بديل له على أن يكون شاملًا ويمثل كل السودانيين.

ما هو رأيك في مفاوضات جدة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع؟ هل تعتقد أن هناك أملًا في نجاح مثل هذه المفاوضات؟؟
مفاوضات جدة خطوة أولى لكنها غير كافية وأن أي تفاوض يظل مرهونًا بمستوى الضغط العسكري والتوازنات الإقليمية ما لم تتوفر إرادة حقيقية ووجود قوى مدنية مؤثرة فالأمر لن يتجاوز مجرد هدنة مرحلية.

يتحدث البعض عن دور المخابرات الدولية في استمرار الحرب في السودان هل تعتقد أن السودان أصبح ساحة حرب استخباراتية؟؟
السودان اليوم هو مسرح صراع أجهزة مخابرات دولية وإقليمية والحرب تُدار بالوكالة والقرارات الحاسمة لا تُتخذ في السودان بل في غرف عمليات خارجية هذا ما يفسر استمرار النزاع رغم الكوارث.

لماذا يتركز القتال في غرب السودان؟؟
الغرب يمثل نقطة الاختراق الأضعف لأي سلطة مركزية كما أنه ساحة حيوية لصراع النفوذ أما الشمال فمحصنة بتوازنات قبلية وتحالفات إقليمية تجعلها خارج معادلة التصعيد المباشر.

هل وجود تنظيمات متطرفة مثل (الدواعش) و(كتائب البراء) في السودان يشكل تهديدًا حقيقيًا؟
بالتأكيد السودان أصبح بيئة خصبة للتنظيمات المتطرفة. بعضها جاء بدعم أطراف محلية وبعضها الآخر تم زرعه ضمن لعبة دولية الخطر الأكبر أن تتحول البلاد إلى محطة عبور ومركز لوجستي للتطرف الإقليمي.

ما الذي يمنع المجتمع الدولي من اتخاذ قرار حاسم وفوري بوقف الحرب وهل فقد السودان أهميته الجيوسياسية؟؟
لا شيء يمنع سوى تعارض المصالح الدولية السودان لم يفقد أهميته بل زاد خاصة مع موقعه في البحر الأحمر والأزمة أن العالم يدير النزاع لا يبحث عن حله.

هل أنتم بصدد طرح مبادرة تفاوض جديدة؟
نعم. نعمل على مبادرة متكاملة سنكشف عنها قريبًا، تقوم على معادلة: لا سلام دون عدالة ولا مستقبل مع بقاء المتسببين في الخراب.

كيف تنظرون لخطورة وجود قاعدة عسكرية روسية في بورتسودان؟ وهل تظنون أن المجتمع الدولي سيتحرك لوقف انشائها؟؟
وجود قاعدة روسية في بورتسودان إن حدث سيكون تهديدًا استراتيجيًا للأمن الإقليمي والدولي ونحن نناقش هذا الملف مع العواصم المؤثرة بشكل دائم هناك تحفّظ دولي واضح والأمر أصبح بندًا ثابتًا على طاولة المباحثات مع حلفائنا.

هل أنتم مستعدون للعب دور تفاوضي مباشر بين الأطراف المتحاربة؟؟
المركز يمتلك خبرة طويلة في هذا المجال من خلال مشاركته في اتفاقية جوبا للسلام واتفاق الدوحة بين الحكومة التشادية والمعارضة. نحن مستعدون للعب دور مراقب ومسهّل لأي عملية تفاوض جادة كما نجري مشاورات دورية مع الأمم المتحدة ونطرح تصورات عملية لحل الأزمة.

كيف تفسرون صمت بعض الدول عن تمدد النفوذ الإيراني في السودان؟؟
بعض العواصم تغض الطرف كجزء من صفقات إقليمية لابتزاز أطراف أخرى لكن رسالة المجتمع الدولي واضحة: لا مكان لإيران في السودان. ومن يغامر بهذا الخيار سيدفع الثمن.

هل تؤيدون فرض البند السابع على السودان؟؟
نحن مع كل ما يحمي المدنيين ويوقف النزيف وإذا عجز الداخل عن الحل يصبح التدويل ضرورة.

هل تدعمون حظر الطيران فوق السودان؟؟
إذا استمرت المجازر ضد المدنيين يصبح حظر الطيران إجراءً منطقيًا لأن دم الأبرياء أغلى من سيادة مختطفة.

هل تعتقدون أن الإسلاميين ما زالوا يتحكمون في مفاصل القرار؟
نعم من يتوهم أن الإسلاميين خرجوا من المشهد واهم لأنهم موجودون يحركون الخيوط عبر واجهات عسكرية ومدنية.

هل ترون أن تحالف السودان التأسيسي قادر على توحيد القوى المدنية؟؟
التحالف هو الفرصة الأخيرة إما وحدة وطنية حقيقية، أو انهيار شامل.

ماذا تقول للبرهان الآن؟
أمامك خيار وحيد هو إبعاد الإسلاميين تسليم المطلوبين ووقف الحرب أو مواجهة عزلة دولية كاملة.

كيف تقيمون الوضع الإنساني حاليًا؟؟
الوضع كارثي والأرقام صادمة ونعمل مع شركائنا الدوليين على توفير الإغاثة والدواء ونجهز لتقرير يوثّق هذه الكارثة.

هل لديكم تنسيق مع الأمم المتحدة؟
نعم. نحن جزء من غرفة مشاورات مع منظمات أممية ونشارك في وضع خطط الاستجابة الإنسانية.

متى يمكن أن تتوقف الحرب؟
حين تتوقف الأطماع ويتم فرض تسوية قسرية بتوافق إقليمي وضغط دولي حقيقي. الحل من الداخل وحده… مستبعد حاليًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى