
شهاب ابراهيم الطيب يكتب تساؤلات حول مايدور فى الشرق !!!
يشهد شرق السودان توترات متزايدة نتيجة لتعدد المليشيات المسلحة والاختلافات المتجذرة في تمثيل شرق السودان بين المجموعات الاجتماعية المختلفة.
هذه العوامل تثير تساؤلات جدية حول إمكانية اندلاع حرب أهلية في الإقليم. بتقييم العوامل المؤثرة وتحديد المخاطر المحتملة، مع تقديم بعض السيناريوهات المحتملةيمكن حصر العوامل المؤثرة في الاتي:
وجود العديد من المليشيات المسلحة في المنطقة والتي تؤكد تماما عن عدم استقلال الارادة الوطنية، فالمليشيات التي تشكلت في شرق السودان لكل منها أجندتها الخاصة والمرتبطة بخواقف العديد من الدول في الاقليم، كما يزيد من حدة التوتر وعدم الاستقرار كالتنافس على النفوذ المرتبط مباشرة بالتدخلات الخارجية التي تعبر عن مصالح بعض الدول المباشرة في اقليم شرق السودان، ما يساهم في تعقيد المشهد الأمني.
كما ان الاختلافات المتجذرة في المنطقة تشكل خطوط الانقسام العميقة. هذه الاختلافات غالبًا ما تكون مرتبطة بمسائل الهوية، التوزيع غير العادل للموارد، والتاريخ الطويل من المظالم كما تعبر يشكل او باخر عن عن صراع النفوذ الاقليمي والدولي والذي تتجلي مظاهره في الصراع الاجتماعي.
كما ان ضعف الحكومة المركزية في السيطرة على الأوضاع في شرق السودان يزيد من فرص تصعيد الصراع. وغياب مؤسسات الدولة الفاعلة يخلق فراغًا يتمتلئه الفاعلون غير الدوليين والمليشيات.
تزيد تدخل بعض الدول الإقليمية والدولية في الصراع السوداني من تعقيده ويطيل أمده. دعم هذه الدول لأطراف الصراع المختلفة يزيد من حدة التوتر ويصعب جهود الوساطة.
كل ذلك يعمل توفير مخاطر محتملة:
اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق: في ظل استمرار الوضع على ما هو عليه، فإن خطر اندلاع حرب أهلية شاملة في شرق السودان يظل قائمًا مع انتشار السلاح ووجود مليشيات تعبر عن توجهات جهوية تحت غطاء بعض الدول في الاقليم. هذه الحرب يمكن أن تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا وتشريد المدنيين وتدمير البنية التحتية خصوصا ان ولايات شرق السودان الثلاث تحملت عبء استضافة اعداد كبير من النازحيين من مناطق الصراع في الخرطوم والجزيرة وسنار وغيرها من المناطق.
إذا لم يتم احتواء الصراع في شرق السودان، فقد يتسع ليشمل مناطق أخرى من البلاد، مما يهدد بانهيار الدولة السودانية.
هنالك عدة سيناريوهات محتملة:
الوصول إلى حل سياسي من خلال الحوار الشامل والوساطة الدولية، يمكن التوصل إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف في شرق السودان بالتحديد اصحاب النصلحة منهم. هذا الحل يجب أن يعتمد على مشاركة جميع المكونات المجتمعية في إدارة الاقليم والمشاركة علي نستوي السلطة المركزية.
استمرار الصراع إذا فشلت الجهود الرامية إلى حل سياسي، فإن الصراع قد يستمر لسنوات طويلة، مما يؤدي إلى تدهور الأوضاع السيلسبة في شرق السودان ويدخل الصراع لمواجهة مسلحة بين المليشيات المسلحة.
التدخل الخارجي قد تتدخل دول إقليمية أو دولية بشكل مباشر في الصراع في شرق السودان لحماية مصالحها، مما يزيد من تعقيد الصراع واطالة أمده.
الخلاصة:
تعد الأوضاع في شرق السودان شديدة التعقيد، وتتطلب حلولًا شاملة وطويلة الأجل. يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية بذل جهود حثيثة لوقف العنف وتعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة. كما يجب على القوي المدتية الاخذ في الاعتبار الأسباب الجذرية للصراع في شرق السودان، مثل التوزيع غير العادل للموارد والتهميش السياسي
٢٩ نوفمبر ٢٠٢٤م